الدولة التركية ترتكب جرائم حرب أمام أنظار العالم

إن الدولة التركية الفاشية التي تمارس الإبادة, تطبق الجانب الأكثر انحطاطاً و وحشيةً لعقلية داعش ضد شعوب روج آفا وشمال وشرق سوريا. لقد أظهرت حقيقة سياستها المعادية للكرد مرة أخرى بكل وضوح وبساطة من خلال قطع جذور الحياة لدى شعبنا، وتهجيره واحداث التغيير الديمغرافي. لقد قصفت جميع شرايين الحياة الحيوية للمجتمع وأخرجها من الخدمة، بما في ذلك الماء والكهرباء والقمح التي هي من أهم الأمور التي لا غنى عنها في حياة الإنسان. نستذكر جميع الشهداء الذين فقدوا حياتهم في هذه الهجمات المستبدة والوحشية واللاإنسانية ونتعهد بتبني ذكراهم في نضالنا، وتتويج نضالهم الذي استشهدوا من أجله بالنصر المؤكد، ونعرب عن تعازينا الحارة لعوائل الشهداء وشعبنا الوطني.

ارتكبت الدولة التركية بشكل مكشوف جريمة حرب في روج آفا، أمام أعين العالم أجمع. والعالم كله غض الطرف عن هذا الواقع. كما أن التزام القوى الإمبريالية المهيمنة ودول الوضع الراهن في المنطقة الصمت وعدم تحريكها لساكن، بل وعلى العكس دعمت وفتحت المجال لذلك, لأن مصالحها تقتضي بذلك. ونحن كشعب وكنساء، نعرف وندرك هذا الواقع. ولكن صمت ولامبالاة الفئات و الحركات و القوى التي تسمي أنفسها يسارية واشتراكية ومتضامنة مع المضطهدين، وتدعي أنها تناضل من أجل هذه القضية، أمر مخزي وغير مقبول. مرة أخرى، ليس من الصواب أن نعتبر عدم اتخاذ بعض الأحزاب والمؤسسات الكردية، وخاصة في جنوب كردستان موقفاً حيال هذا، مجرد خوف والدفاع عن النفس وقبوله. ومن الواضح أن الوضع الذي أوقع العدو الكرد فيه, و إن كان انعكاساً للخوف والدفاع عن النفس لدى البعض، إلا أنه انعكاساً للتعاون والخيانة لدى البعض الآخر.

بروح الأزمة والهزيمة التي تعانيها الدولة الفاشية التركية تهاجم وترتكب جرائم حرب. وتقتل الأطفال والنساء و النساء المسنات. إننا كحركة حرية المرأة الكردستانية، لا نكتفي بإدانة هذه الهجمات، بل سنؤدي مهمة جعل كل مكان يتواجد فيه شعبنا ونسائنا إلى ساحة للمقاومة والنضال ضد هذه القوة الفاشية بشكل أقوى. ونعلن مرة أخرى أننا سنحاسبهم على المجازر التي ارتكبت ضد الشعب الكردي وتدمير أماكن معيشته.

وقد شوهد في عشرات الأمثلة، وعلى رأسها مثال هفرين خلف في روج آفا، أن الدولة التركية, تتقرب من النساء كغنيمة وأداة حرب تجسيداً لروح داعش. كما أننا ندرك ونعرفها من ممارساتها فترة الإدارة الذاتية في شمال كردستان, حيث قامت بتجريد عشرات النساء وعلى رأسهن الرفيقة أكين وان من ألبستهن ونكلت وشهرت بأجسادهن. كما يمكن رؤية مشاهد مماثلة في العديد من مناطق الصراع والحروب.  مثلما رأيناها في الحرب في البلقان، والحرب بين أرمينيا وأذربيجان، ومؤخرا في الاشتباكات الدائرة بين حماس وإسرائيل نراها. ونؤكد أننا نعتبر التنكيل و التشهير بجثامين النساء العسكريات و المدنيات وتجريدها من ألبستها عمل دنيء وهو من الممارسات الفاشية والعقلية الداعشية. إننا ندين هذه الاعتداءات الدنيئة والساقطة والهجمات الفاشية والذكورية المهيمنة ضد النساء، بغض النظر عمن يرتكبها بأي اسم أو باسم أي هوية كان. ونعرب عن وجوب اتخاذ موقف ضد هذه الممارسات دون تردد ومناهضتها. كما ندعو جميع النساء إلى رفع أصواتهن ومعارضة الموقف الذكوري المشين والمخزي واللاإنساني هذا.

ومن الواضح أن هجوم الإبادة الجماعية الذي تنفذه الدولة التركية ضد شعبنا في روج آفا هو أحد ممارسات و استمرار للمؤامرة التي حيكت ضد قائدنا في 9 تشرين الأول 1998. ونؤكد أنه على جميع أبناء شعبنا و النساء والشبيبة، أن ينظروا إلى كل ساحة على أنها ساحة مشروعة للنضال والدفاع المشروع وعليهم إعطاء الرد المطلوب.  إن عدم اتخاذ موقف والتزام الصمت حيال ذلك يعني التزام الصمت تجاه المؤامرة والإبادة الجماعية. يجب أن نصعد النضال في كل مكان وفي كل ساحة، وخاصة في شمال وجنوب وشرق وغرب كردستان وأوروبا. كما أن الرد وفق اللغة التي يفهمها من واجب كل وطني وكردي. كما يجب أن نطور أنشطتنا السياسية والاقتصادية والأخلاقية ضد سياسة وهجوم تدمير الكرد سياسياً ومادياً ومعنوياً, وأن نهزمهم من خلال ردنا القوي.

إننا ندعو نساء العالم والشعوب المضطهدة إلى إظهار موقف أقوى ضد هجوم الإبادة الجماعية هذا، وندعوهم إلى الوقوف في صف ثورة المرأة في روج آفا و خوض النضال معاً من خلال نشاطاتهم و مواقفهم.

وندعو قوات التحالف، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، إلى التخلي عن إزدواجيتها وسياستها المتمثلة في اعتبار الكرد أداة مفيدة ضد الدولة التركية، والتخلي عن مواقفها المتمثلة في التضحية بالكرد من أجل مصالحها. ونقول أننا لا نقبل بهذا الموقف بتاتاً.