لن تستطيعوا أن تعشقوا بدون وجود قوانين كردية للعشق

نعمل على تطوير مستوى الحرية في الحياة، وعندما نبدي الحرص على مقاييس الحرية فإن أنشطة المرأة تعبر عن المصداقية والعدالة والتوازن والاستقامة والجمال وتمثيل هذه القيم حقاً. وإذا كنتم تريدون فهم حقيقة الرجل، فمن المفيد أن تقوم المرأة أو مجموعة مكونة من الفتيات الثوريات بشكل خاص بنشاطها في المراقبة والتحليل لأجل استيعاب ماهيته. وهناك أسباب كثيرة تدعو إلى ذلك، فالوسط الذي يتألف من الفتيات هو نداء كبير إلى الترفع والجلال، وبقدر ما يفتح المجال أمام الميول الخطيرة أيضاً لأن المرأة هي أول شيء يتم التوقف عليه في المجتمعات الطبقية أو أي تطور اجتماعي في مراحله الكثيرة. فقد حاولوا النظر إلى المرأة على أنها مخلوق ملك ثمين على مر التاريخ ( والشخص المتحكم أو الذي يمسك بزمام القوة حاول دائماً الحفاظ على المرأة ضمن نظامه وجعل منها غاية له في كل الأوقات ). أما شكل المشاعر والعواطف والتملك فتتكون حسب القوة التي يتمتع بها الشخص، وهنا يحاول تعيين مستوى عبودية المرأة ومكانتها في المجتمع. وتصبح هذه المعاني بارزة أكثر إذا لاحظنا العلاقات الجنسية والوحدة، وحقيقة النوع البشري الذي يسعى للإشباع والراحة. لقد أكدنا دائماً على أهمية الابتداء من المرأة في أنشطتنا، فهذا هو الصواب، وهذا هو الأساس السليم.أنا لا أطيق أبداً أن تنزلق فتاة شابة لتصبح مجرد سلعة، فكل مشاعري لا ترضى بذلك، وهناك قصة تشبه ذلك في كتاب ” ملحمة الانبعاث “، فهناك الفتاة التي أصبحت عروساً ورغم مرور أسبوع واحد على ذلك لم أكن أعتبر ذلك جاداً، ورغبتي في الاستمرار في اللعب معها، فعن ماذا يعبر ذلك، هي كانت طرفاً في زواج إقطاعي، وحادثة الزواج هذه تبعد الفرد عن الحياة الحرة وعن مرحلة الطفولة وألعابها ، ورفض هذا الزواج يعبر عن رؤية بأن الإنسان يفقد الكثير لمجرد حدوثه ،ويعبر عن ردة الفعل عليه، وهذا يدل على تردد كبير حيال المؤسسة الزوجية الموجودة، والشكوك المثارة على المرأة تصبح سبباً في قلق كبير، ولكن هناك اهتمام كبير بالمرأة، وهذا الاهتمام ليس من الاهتمام الشائع في المجتمع لا مثل ” لأقوم بإثبات رجولتي وأبحث عن إشباع غريزتي “. ومثيل هذا الموقف الناقد حول العلاقة مع المرأة يؤدي إلى مقاييس الحرية والالتزام بها، ويؤدي إلى خوض حرب ضروس في سبيل الاحتفاظ بهذه العلاقات الحرة. ولو طورنا هذا التحليل بعض الشيء لوجدنا أن في الأمر محاسبة للرجعية الداخلية المتطورة منذ مئات السنين، ومثلما هذه الحرب تعبر عن تطلعاتكم وطموحاتكم هي حرب ضد الرجعية الكامنة في ذاتكم. نحن لا نتناول الموضوع على أنه علاقة بين شخصيتين، بل نتناول العلاقات بأبعادها الوطنية، وننظر إلى نتائجها السياسية، بينما أنتم تخسرون دوما لأنكم تقومون بفصل علاقاتكم الثنائية عن السياسة والتنظيم وعن التاريخ وتجعلونها علاقات فردية ومتاعية، والنتيجة هي أنكم تقضون على أنفسكم بهذه العلاقة. بالإضافة إلى تنكركم للعلاقات، وتوجهكم نحو تحريف العلاقات بكل سهولة، وعدم قدرتكم عن التعبير عن عواطفكم ، والعمل على تساميها وتحقيق التحول فيها، فقيام فتاة شابة بالدخول في علاقة عاطفية في أول فرصة سانحة لها، فهو يعبر عن واقع أن هذه العلاقة لا تحتوي على أي نوع من المقاييس ولا التفكير، بل فيها سطحية مطلقة، وبعيدة عن الواقع والحياة كالجسد الميت، وفي هذا الأمر خطر كبير مثل الطرف الآخر أيضاً. لا يمكن لفتاة شابة أن تكون جثة ميتة، بل هي تمثل الانبعاث، وهي منبع المحبة، ويجب أن تكون جذابة بينما نجد أن الكثير من الفتيات كالأموات.نريد أن نجعل من حقيقة المرأة واقعاً ملموساً، ومن خلال ذلك يمكننا أن نتوجه نحو تأسيس مجتمع راسخ، وبذلك يمكن للثورة أن تسبق الثورات الواقعة حتى الآن. إن كسبكم ليس سهلاً، وتطويركم صعب أيضاً، ولهذا يجب أن لا تخسروا أنفسكم بسهولة، وأن لا تدعوا المجال لأحد لاستخدامكم. فربما عائلاتكم هي التي أنشأتكم، ولكنهم فعلوا ذلك كالعبيد، وكأنكم سلعة أرادوا صرفها بسرعة للتخلص منها، عليكن أن تكن واقعيات تقدرن الأمور حق تقدير، وأن تدافعن عن كل ذلك بحرص شديد. أنتن صاحبات للحياة الحرة، وتعميقها وتطورها مهمة ملقاة على عاتقكن، أما مهمتنا فهي طرح تجاربنا وخبرتنا في الميدان، وعليكن الابتعاد عن العواطف الرخيصة.

الذين لا يستطيعون تطوير الحرب، لن يستطيعوا الوصول إلى المحبة العظيمة.

قطعاً يجب أن تكونوا أصحاب مبادئ، وعليكم أن تكونوا حريصين جداً على تطبيق هذه المبادئ في كل تصرفاتكم ابتداءً من المأكل والمشرب، لتشعروا الجميع بأنكم أصحاب مبدأ، والمرأة بهذه الوسيلة فقط تستطيع أن تحقق حريتها وتصبح امرأة حرة، وبدون ذلك لا يمكنها التخلص من السقوط، وهذا الخطر يحوم حولكن دائماً، فالوضع الذي يسمونه بالمحبة بدون ذلك هو زيف وخداع كبير، وهذا وضع يحط من قدر المرأة بشكل كبير، ويصيبها بالبلادة لتصبح المرأة شخصية منحطة، ولأنها ضعيفة وبدون استعداد تتعرض للضربات والشتائم باستمرار، وإذا وصلت المرأة إلى هذا الوضع فالموت أفضل لها من البقاء، وعلى المرأة أن لا ترضى بالبقاء في هذا الوضع. إن المحبة والود يجب أن يتمثلا بشكل متقدم في كل فتاة شابة، ويجب أن يكون هناك مصداقية والتزام بالمبادئ في تطبيق لتصل إلى الصدق والجمال، ولا أعتقد بأن الرجال قادرون على النجاح في هذا الموضوع، بل المرأة تستطيع تحقيق النجاح. فعلى المرأة أن تقف في مواجهة كافة أشكال العبودية والتصرفات المؤدية إليها، وتثور على كل أشكال الرجعية والمواقف التي تؤدي إلى تحريف المحبة وإفراغها من معانيها وجوهرها، وتناهض هذه المواقف، وتثق بنفسها كثيراً.كيف يمكن الوصول إلى المحبة على أسس سليمة؟. وكيف يمكن أن تكون شخصية المرأة معبرة؟. وما هي علاقتها مع الواقع الوطني والاجتماعي؟ . على المرأة أن تكون قادرة على تفسير ذلك، لتضع الأمور في نصابها، وأن تثق بأنها ستكون الناجحة في النتيجة، وهذا ما تحقق الآن. الارتباط الذي يقضي على الشعب الكردستاني، وعلاقات العبودية، وحتى علاقات الزواج التقليدية هي أمور يجب التخلص منها، ونهجنا يعمل للتخلص من العواطف الرخيصة، ومن العلاقات الجنسية التي تسبب الانحطاط ، ويعطي الأهمية للعلاقات الجنسية السامية والتي تسبب السمو لأطراف هذه العلاقة.

نحن الذين استطعنا إعلاء شأن المرأة المستسلمة للهاوية الكبيرة ..

كيف يمكن أن تكون المرأة جليلة؟ كيف يمكنها أن تصل إلى مشاعر نبيلة ؟ كيف يمكن أن تكون امرأة جذابة وجميلة؟ وكيف يمكن لها أن تكون مؤثرة وقدوة ؟. لقد وضعنا حدود ومقاييس ذلك وحتى إنني شخصيا ً أبديت إعجابي ومدى اهتمامي بهكذا امرأة . بالطبع .. عندما طرحنا ذلك أوضحنا كيفية مواجهتنا لحقيقة المرأة وكيفية حربنا معها، وكيف تصارعنا مع موت المرأة، وكيفية انجذابها نحو المستنقع. هذا المفهوم هو الذي شدكن إلى هنا وستفهمن هذه الحقيقة، فالمرأة لم تأت إلى هنا من ذاتها، بل نحن الذين استطعنا جذب تلك المرأة الموجودة في ذلك المستنقع الكبير ، وذلك الغضب والرفض الكبير، أما الآن فإنني أصل بالتدريج إلى المقاييس المقبولة، ولأنني شعرت بأنه يجب الوصول إلى حل ونظراً لأن القضية مصيرية وأساسية، لهذه الأسباب كلها تناولت الموضوع وتمت بتطوير المقاييس للرجل والمرأة على حد سواء. إننا نقوم بتحويل وضع الذل والمهان الذي يقبع الكردي فيه إلى وضع ذو كرامة وشرف حقيقي، فلا تنسوا بأنه يصعب التفريق بين حياة أو موت اعتى فتاة كردية فالاضطهاد والخنوع في أوجه، وإذا لم نقم ببذل آلف جهد لدعم مسار التمرد الذي رسخناه لدى الفتاة الكردية فهي ستموت فوراً ، وتجاهل هذا الأمر قائلين :” إنها امرأة والعلاقة معها مباحة ” يعني ترصدا ً لقلة الشرف ، فنحن لا نخوض كل هذه المصاعب لأجل إشباع أهوائكم والسير وفق فرديتكم، ويجب التمسك بهذه الأمور وتطبيقها مهما كانت تصرفاتكم كرجال سابقاً أو مهما كانت تربية عائلاتكم أو نزواتكم السابقة.

المحبة ضرورية جداً، ولكن مع من، وكيف، ومتى ؟..

يجب أن تؤسسوا المحبة على أساس سليم، وليست المحبة فقط، بل يجب أن تكون مواقفكم سليمة، وحديثكم صحيحاً، وسيركم صحيحاً. بالطبع، هناك علاقة لكل ذلك بالجمال، والسياسة والعسكرية، وإلا فنحن لن نعطي المجال لتصرف آخر. وعار عليكن أن تصبحن كالمرأة الأمة، فلأجل جعلهن محبوبات يجب خلق الظروف الموضوعية لذلك أولاً، ولكن إن قلت :” لقد وجدت الفرصة في الملجأ، وأنا المسئول فأخطفها وأهرب وأجعل منها أمة لي ” فإنك دنيء وقليل الشرف، ومفهوم شرف المرأة لا يقبل بذلك، بل عليك أن تعلي من شأنها. إن أعطى الرجل فرصة لأي فتاة فهن عاطفيات، وكلهن يلجأن إلى البكاء، ويحاولن أن يكن لاجئات، ويتطلعن إلى من يحميهن، وهذا يعني أن الحياة معدومة، فالقضية ليست قضية أهواء بل هي قضية خلق إمكانية الحرب والتحرر، وأعتقد أن من بينكم كثيرا ًمن أصحاب الأهواء وكثيرا ً من المفاهيم الخاطئة، فكم هو عدد اللواتي يعرفن المحبة بشكل سليم يا ترى؟. أنا لا الوم أحد لأنه أحب، ولكن ذلك يجب أن لا يكون حسب المقاييس والإطار القديم، وكما أسلفت فإننا نقيم ذلك عالميا، وهؤلاء الفتيات في حيرة بين أمرهن الآن، ونحن نبذل ألف جهد لأجلهن حتى يستطعن الوقوف على أرجلهن، فإذا كان الانحطاط قد فرض على الشعب مرة قد فرض على المرأة آلف مرة. وبدون إزالة ذلك، وبدون وقوف هؤلاء على أرجلهن، عن أي زواج يمكن أن نتحدث؟.. وعن أية خطبة؟.. أليس كذلك؟..

عبد الله أوجلان