منظومة المرأة الكردستانية تدعو إلى تعزيز التنظيم بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة

“إننا نرحب باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في ظل الحرب، والذي يقوم على مفهوم سيادة الرجل، لقد أصبح العنف أداة لإدارة السلطة والحفاظ عليها لجميع الأنظمة الدكتاتورية والأنظمة التي يهيمن عليها الذكور، أن النظام الأبوي يدفع عالمنا نحو الحرب والعنف والإبادة الجماعية للنساء والطبيعة والإبادة الجماعية للشعوب والتمييز الجنسي والقومية، مما يؤدي إلى خطر الانقراض، وتستهدف هذه الحرب في جوهرها المرأة، وفي فلسطين وكاراباخ وكردستان، وخاصة في روج آفا، تُفرض على المجتمع مجازر جماعية ونفي وهجرة، ويتم تدمير جميع جوانب الحياة، مثل تدمير عقل وثقافة المجتمع، نحن ندين سياسات الإبادة الجماعية والمجازر التي ترتكبها السلطة الذكورية من أجل مصالحها الخاصة، ونقول إننا سنحارب ونناضل ضد هذه الذهنية الذكورية في كل مكان ودائماً.

إن هذه الإبادة الجماعية والمجازر والعنف المبني على السياسات الجنسية والعنصرية والدينية وصلت إلى مستوى الإبادة الجماعية في كردستان، كما يفرض نظام العزلة والأسر منذ 25 عاماً على خالق ثورة المرأة القائد آبو في جزيرة إمرالي، وفي شمال وجنوب وغرب كردستان تتعرضن النساء وخاصةً نساء القياديات للاغتيالات بتقنية الحرب المتطورة، حيث تعد سياسات الحرب الخاصة ضد المرأة الشابة والعنف الجنسي والتعذيب والاعتداءات الجنسية من أكثر أعمال العداء الملموسة تجاه المرأة في بلدنا، وفي أجزاء كردستان الأربعة يهاجم النظام الذي يمتلك فكر مرتزقة داعش والفاشيين النساء في كل مكان، ولهذا السبب، في شمال كردستان يتم تجريم نظام الرئاسة المشتركة والمؤسسات النسائية والبرلمانيين ورؤساء البلديات من النساء والصحفيات والناشطات وإيداعهم في السجون، وبهذه الطريقة يريدون منع تطور الثورة النسائية. إذ يقبع في تركيا، وهي من الدول التي لديها أكبر عدد من المعتقلين، 13977 امرأة و 2511طفلاً في السجون، وبحسب البيانات الرسمية حتى شهر تشرين الثاني، بلغ عدد قتل النساء 234، بالإضافة إلى اغتصاب النساء والرضع والأطفال وحتى اغتصاب الحيوانات، هناك فشل أخلاقي يبرر الاغتصاب، وصانع هذا هو نظام حزب العدالة والتنمية، يتم تعريف هجمات العنف والإبادة الجماعية هذه على أنها استغلال من خلال الليبرالية، وهذه الهجمات، التي تسمى إبادة جماعية للنساء والأطفال، هي اغتصاب وقتل جماعي بدون شك، وعندما يتم تعريفها على أنها استثمار، فإن هذا يوضح مدى تأثير السلطة على النساء من حيث الإدراك واللغة.

وفي روج آفا، وعلى مستوى 60%، تشارك النساء بنشاط في نظام الإدارة الذاتية حول الكونفدرالية الديمقراطية، وفي المقابل يجري بذل الجهود لتعطيل هذا النشاط، إن نظام حزب العدالة والتنمية الفاشي، الذي هاجم %50 من مصادر المياه والكهرباء والطاقة في تشرين الأول، حرم ما يقرب من مليوني شخص من الاحتياجات الأساسية، ولا تزال مناهضة العنف ضد المرأة مهمة بالنسبة لروج آفا (شمال وشرق سوريا).

وفي شرق كردستان، يزيد النظام الإيراني المعادي للمرأة من التهديدات بالإعدام والضغوطات ضد المرأة ويحاول الحد من تأثير شعار “المرأة، الحياة، الحرية” الذي تردد صداها في كل أنحاء العالم، وفي هذا العام، أعدمت 17 امرأة، وفي شهر تموز، اختطفت قوات النظام الإيراني عضوة منظومة المرأة الحرة في شرق كردستان (KJAR) وريشه مرادي، ولا يُعرف حتى الآن مكان احتجازها، وهذا مثال واضح على أن النظام الإيراني يريد زرع الخوف بين المجتمع.

وفي جنوب كردستان تواجه النساء أيضاً هجمات الحداثة الرأسمالية، والحالة الذهنية التي تسمح بالهجمات الدينية والجنسية، تؤدي إلى زيادة في جرائم قتل الإناث والانتحار والهجمات المماثلة على الحياة، كما أنهم يحاولون إخفاء مستوى العنف الذي يتزايد كل يوم، مما يؤدي إلى انتشار العنف بشكل أكبر، وفي شنكال استمرت الدفاع عن الذات في وجه مجازر مرتزقة داعش، كما ان دولة الاحتلال التركي استمرت في هجماتها هذا العام في شنكال، إن هذا الهجوم هو ضد نضال نساء شنكال اللاتي أعادن خلق أنفسهن من أرضهن.

ليس فقط في وطننا كردستان، بل يحاولون في جميع أنحاء العالم أيضاً، وبمختلف الوسائل والطرق جرّ النساء إلى داخل النظام، وهناك جانب آخر من سياسة الدمج داخل النظام، وهو دفع حصة من نظام الهيمنة الذكورية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي إسكات المرأة بهذه الطريقة، فلنركز على ما يلي، عندما يتطور نضال المرأة على المستوى الأممي، يُبرزون وجهات نظر مختلفة ويخلقون نزاعات أيديولوجية، ويتركون الجوانب المهمة والمشتركة أو يبقونها مخفية، وبهذه الطريقة يريدون إبعاد المرأة عن المقاومة ضد الهيمنة الذكورية، والطريق الوحيد ضد ذلك هو السير المشترك على نهج المقاومة ضد هذا النظام، كما إن تطور نضال المرأة ضد العنف وسياسات إبادة النساء والانتفاضة بوجه نظام الهيمنة الذكورية الذي وصل إلى مستوى الدعم والتنظيم القوي على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، أرعب النظام، وهذا ما جعل عقلية الهيمنة الذكورية تبدأ بالعمل والتحرك، ومن جهة حاول جرّ النساء إلى داخل النظام، ومن ناحية أخرى، أراد إضعاف نضال المرأة من خلال زيادة مستوى العنف وهجمات إبادة النساء، ويجب تقييم هذا كموقف ونهج للنقد الذاتي أيضاً، ومن الواضح أنه يجب علينا أن نركز جيداً على نقاطنا الموحدة من أجل إفشال هذه السياسات، وبمناسبة حلول هذا اليوم، ندعو جميع النساء اللائي يقُدن نضال حرية المرأة إلى إعادة تقييم هذا الوضع وبناء تحالف أقوى ومستدام، وتصعيد مستوى النضال سوياً، كما إننا نقول أن الوقت قد حان للانتفاضة من جديد وبقوة أكبر.

وعلى هذا الأساس، فإن موقفنا ودعوتنا هي:

– كنساء يقُلن: “فلنجعل القرن الـ 21 قرن حرية المرأة”، فلنجعل من يوم 25 تشرين الثاني، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وسيلة لإنشاء تنظيم أقوى وتحالف عظيم وإقامة فعاليات كبيرة والتجمع سوياً.

– فلنجعل نضالنا ضد ممارسات وعقلية نظام الهيمنة الذكورية مستداماً من أجل تنوير الحياة التي يريدونها أن تكون حالكة الظلام من خلال العُنف والمجازر وإبادة النساء والحرب.

– فلنجعل من كل لحظاتنا وقتاً لحرية المرأة بدلاً من النضال والمقاومة من أجل المرأة في بعض الأيام المحددة.

– أثبتت ثورة روج آفا أن الطريق الوحيد لحماية أنفسنا من عنف الدولة الذكورية هي الحماية الذاتية، لذا فلنعزز حمايتنا الذاتية في كافة مناحي الحياة.

– فلننظم سوياً ومن جديد الفعاليات المشتركة ضد الحرب والسياسات التشدد الديني والعنصرية والتمييز الجنسي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

– فلنخض نضالاً موحداً وشاملاً ضد المجازر التي ترتكب بحق النساء والاغتصاب والتحرش من قبل نظام السلطوية الأبوية، دعونا لا نكتفي بالإصلاحات التي تهدف لإسكاتنا ولنجعل من ثورة المرأة هدفنا.

– فلنعمق أعمالنا التوعوية على أساس علم الحياة والمرأة و”علوم المرأة – Jineoloji” وإيديولوجية تحرر المرأة.

– لقد أصبح القانون والتعليم والإعلام، والحجج الأيديولوجية الرئيسية للهيمنة الذكورية، المجالات التي يتم فيها خلق التمييز الجنسي والعنف والعنصرية كل يوم، ويُشرع فيها نهب واستعباد وقتل النساء، ولذلك، فلننشئ شبكات بديلة في مجالات التعليم والإعلام والصحة والعدالة والاقتصاد والثقافة والسياسة، ومن أجل هذا، فلنُسرّع عملية بناء كونفدرالية المرأة الديمقراطية العالمية.

– فلنقم بثورة اجتماعية على أساس العقد الاجتماعي ضد المفهوم الذي يُعرف المرأة على أساس دورها الاجتماعي، ويحصرها في العمل ضمن العائلة والمنزل ويقدم ذلك على أنه “طبيعة المرأة”.

– سنهزم الحروب والهجمات والإبادة الجماعية وسياسات إبادة النساء من كردستان إلى فلسطين، ومن أفغانستان إلى أرمينيا، وبمفهوم؛ الشرط الأولي للسلام هو الحرية، فلنقُد نضال السلام الراديكالي، كما إن نضال المرأة من أجل الحرية هو ضمانة “للديمقراطية العميقة” التي لا تحددها الدول، بل الشعوب، وسنكون بناة الديمقراطية التي يتوق إليها الشعب والنساء والمضطهدون، إننا نرى أن موقف أولئك الرجال الذين يريدون تحرير أنفسهم من فخ نظام الهيمنة الذكورية، ويناضلون مع شعار “المرأة، الحياة، الحرية”، ويحاولون كسر أنماط الهيمنة الذكورية ويسيرون مع مسيرة حرية المرأة، موقفاً مهماً جداً، وسنجعل تغيير الرجال جزءاً من حرية المرأة، وبمناسبة هذا اليوم، نستذكر بكل احترام وامتنان شهداء نضال المرأة من أجل الحرية وجميع النساء اللواتي تم اغتيالهن بسبب عنف الدولة الذكورية، ونقول كحركة حرية المرأة الكردستانية، إننا سنعزز حمايتنا الذاتية وتنظيمنا وسنضع حداً لإبادة النساء.

وسنصبح رواد مقاومة الحداثة الديمقراطية في مواجهة الحضارة الطبقية الدولتية ونظام السلطوية الأبوية، وقد وجدنا الصيغة السحرية التي يمكنها تغيير العالم، ولن نقبل أبداً بحياة بلا امرأة وحياة بلا حرية”.