يجب على كل منزلٍ أن يصبح مدرسة لتعليم اللغة الكردية

وجاء في البيان مايلي:

” اللغة الأم، هي هوية وثقافة الشعوب، هي الحق الطبيعي الأكثر قداسة للإنسان، وبالأخص لنا، نحن الشعب الكُردي، كالقائد أوجلان المكافح الحقيقي في سبيل اللغة الكُردية، الذي فتح آفاقً واسعة لتطور لغتنا الأم بنضاله ومحاولاته الدائمة، ونشر بيننا الوعي بالاستقلال والحرية، ولذلك وقبل كل شيء، نحييه بكل احترام وامتنان في يوم اللغة الأم هذا، في 21 شباط، ونعبر عن امتناننا وشكرنا للقائد أوجلان، وأيضاً، وبشخص كل أمهاتنا اللواتي ربوا أطفالهن وعلموهن اللغة الكُردية في سبيل عدم ضياع قيم ثقافتنا الاجتماعية والوطنية، نحيي كافة مناضلي ومدرسي اللغة الكردية في أجزاء كردستان الأربعة وخارج الوطن، ونهنئهم جميعاً في هذا اليوم”.

يوم 21 شباط باعتباره اليوم العالمي للغة الأم، له أهمية كبيرة في الحياة، اللغة الأم هي أساس بناء الهوية المجتمعية للبشر، اللغة ليست فقط وسيلة للتواصل، بل في الأساس هي وكقيمة اجتماعية، تجعل من تاريخ وثقافة وماهية الشعوب متماسكاً ومستداماً، وبالأخص للشعب الكردي الذي حُرم من حقه في تعلم اللغة الأم منذ أكثر من مئة عام، وفي الحقيقة، الشعب الكردي دائماً ما تعرض للهجمات ومحاولات القمع والإبادة المتعلقة بسياسة المحو والإنكار التي تمارس ضدهم، قوى الاحتلال المتواجدة على أراضي كردستان، وفي سبيل تعطيل وتدمير ذاكرتنا المجتمعية، حتى يومنا هذا لم يقبلوا بشكل رسمي بحقنا في التعلم والدراسة باللغة الأم، وفي ظل هجمات الإبادة هذه، فإن كفاح مُناضلي ومُعلمي اللغة الكردية يستحق الثناء والتقدير ، سواء في  مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين (مخمور) أو في روج آفا أو في شمال كردستان أو شرق كردستان أو جنوب كردستان أو في خارج الوطن، ونحن نعلم بأن كل مناضل/ـة ومدرس/ـة للغلة الكردية يعمل بكد وجهد وبإيمان كبير وبوعي الوطن الحر والمجتمع الحر، وبالرغم من العوائق الصعبة وانعدام الإمكانات، من أجل حماية هذه القيمة الاجتماعية والتاريخية، وبناءً على هذه الحقيقة، ينبغي علينا كشعب دخل ضمن نهج الوجود بالعلم والمعرفة، استقبال هذا اليوم العالمي للغة الأم، يوم 21 شباط، وأن نجعله يوم تقوية نضال اللغة الأم وحماية كافة القيم الوطنية، ينبغي علينا كشعب أن نخطو للأمام بالاعتماد على أنفسنا وبدون الاعتماد أو تأمل أي شيء من القوى خارجية، من أجل حريتنا وحماية وتطوير لغتنا وثقافتنا وتاريخنا وهويتنا.

اليوم، هناك حقيقة مفادها أن القوى والسلطات الحاكمة لا تفتح مجال الحرية أمام الشعوب بأي شكل من الأشكال، فلننظر، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) أيضاً، هي فقط مؤسسة تعمل وفق مصلحة برامج السلطات الحاكمة للدول، حتى وإن كانت بيانات وجداول الكوارث التي تحدث للغات وثقافات الشعوب، ولأن هذه المؤسسة ليست لها محاولات لحماية وفتح المجالات أمام اللغات الأم، فإن هذه البيانات وجداول الكوارث التي تقوم بنشرها، تفقد معانيها تدريجياً، ولهذا، يُشترط على كل شعب من الشعوب الراغبة باستمرارية واستدامة قيمها المجتمعية، أن تقوم بتطوريها وتنقلها إلى أجيالها الجديدة ،وألا تعتمد وألا تتأمل أي شيء من القوى الخارجية، ألا تنتظر قدوم الحل، بل ينبغي عليهم بناء مستقبلهم بأنفسهم، في هذا اليوم، البشرية جمعاء تعاني من مشاكل ومصائب حقيقية بسبب مصالح الرأس ماليين، وفي حالة كهذه، الشعب الذي لا يدافع عن نفسه، ولا يحمي نفسه، لن يستطيع التخلص من الإبادة والمحو، ولذلك ينبغي على كل عائلة كردية، وبإدراك حقيقة “اللغة هي وجود وهوية الإنسان”، أن تبداً بتحويل منزلها إلى مدرسة لتعليم اللغة والثقافة الكردية.

وعلى هذا الأساس، وبمناسبة 21 شباط، اليوم العالمي للغة الأم، ندعو كافة أبناء شعبنا، بداية من النساء والأمهات الكُرد، بالاتحاد والالتفاف أكثر حول مناضلي ومعلمي اللغة الكردية، وأن يقدموا لهم الدعم اللازم، وأن يتوجهوا هم وأطفالهم نحو تعلم اللغة الكردية، وأن نواصل العمل بدون توقف ونزيد من النضال إلى أن نصل بحقنا في التعلم والدراسة باللغة الأم إلى الوضع الرسمي”.